الفاتح 6
مرسل: 26 إبريل 2009, 9:12 pm
"
كان الأمير محمد قد اعتاد أن يطوف بالشوارع مرتديا ملابس العامة يتسمع أخبارهم ويلمس أحوالهم عن قرب حتى إذا ما علم عن احد ولاته وقواده جورا وعدوانا على حق احدهم اقتص للمظلوم من الظالم وقد عرف معظم رجاله عنه ذلك فباتوا يخشون أن يفتضح أمر احدهم إن سولت له نفسه أمرا فقد كان شبح الأمير بينهم يرونه متربصا بهفواتهم.وبينما الأمير في إحدى جولاته الليلية وقد أخذه الوقت فلم يشعر وقد انتصف الليل عليه وبينما هو ينتوي العودة إلى القصر إذا به يلمح احد الفتيان يقاتل وحده ثلاثة من الرجال الملثمين وقد بدا من هيئتهم أنهم لصوص وربما هو حدس المؤمن الذي جعله يميل إلى مساندة الفتى الوحيد رغم وجود احتمال بعكس ما ظن الأمير بحال الفتى وحال هؤلاء وفوجئ الثلاثة بالأمير يشهر سيفه في وجوهم فذهلوا لمهارته وبدت لهم معركتهم خاسرة فأسرعوا بالفرار من أمامه كالفئران يتعثرون في خطاهم ولولا أن معهم خيولهم التي أسرعوا إليه لكان للأمير شأنه معهم والتفت الأمير إلى الفتى يطمئن عليه وإذا بصوت عذب رقيق يجيبه بالإيجاب رقيقا فذهل الأمير وقد اتضح له أن الفتى ما كان إلا فتاة ترتدي ملابس الرجال ونظرت له هي في خجل وقد رأت الدهشة قد علت وجهه:
-"لقد ارتديت هذه الثياب حتى لا أتعرض لما يمكن أن تتعرض له فتاة مثلى عندما تخرج في هذا الوقت من الليل لكن من الواضح أن الحذر لا يمنع القدر ."
سألها الأمير متشككا :
ولماذا خرجت في هذا الوقت من الليل ؟
إن والدي مريض جدا ولقد ذهبت لأحضر له الطبيب لكن هؤلاء اللصوص أرادوا سرقتي ظنا منهم أني احمل الكثير من النقود .
بدا التأثر جليا على وجه الأمير :
هل منزل الطبيب بعيد عن هنا ؟
-"انه قريب من هنا."
سار معها الأمير حتى منزل الطبيب واحضراه وعادا إلى منزل الفتاة دون أن يسألها محمد حتى عن اسمها واستقبلته والدة الفتاة متعجبة من وجوده مع ابنتها لكن عندما علمت بما كان منه تجاه ابنتها أجزلت له الشكر وأصرت أن تضيفه رغم أن الوقت لم يكن مناسبا .وبد أ والد الفتاة يشعر بتحسن فأدخلت زوجته إليه محمد وقصت عليه ما جرى في هذه الليلة الطويلة فأثقل على نفس الرجل ما كادت ابنته أن تتعرض له بسببه فدمعت عيناه فأسرع الأمير يواسيه :
لك أن تفخر بابنتك إنها تقاتل كالرجال.""
فابتسم الرجل في فخر:
."لقد علمتها استعمال السيف منذ صغرها خاصة إني لم ارزق بغيرها "
وبدا لمحمد أن الوقت قد حان ليرحل فاستأذن صاحب الدار واستأذنه أن يسمح له بالاطمئنان عليه مرة أخرى ومضى إلى حاله وصورة الفتاة تسكن بين جوانحه فلا يكاد يقوى على الابتعاد عن دارها ،وكأن روحه تسكن هناك إلى جانب فتاته وتساءل في نفسه عن كنه هذا الشعور الغامض الذي يراوده ولم يعرف الفتى في ليلته طعم النوم إلا بضع سويعات متقطعة حتى إذا ما أتاه الصباح قام من فوره إلى حمامه وهذه المرة أراد أن يرتدي من ثيابه الفاخر وأمضى إلى بيت فتاته وبدا الشوق يحركه وهو مسلوب الإرادة وعندما رآها للمرة الثانية علم أن أيامه لن تمضى به إلا وهي بجانبه .
كان الأمير محمد قد اعتاد أن يطوف بالشوارع مرتديا ملابس العامة يتسمع أخبارهم ويلمس أحوالهم عن قرب حتى إذا ما علم عن احد ولاته وقواده جورا وعدوانا على حق احدهم اقتص للمظلوم من الظالم وقد عرف معظم رجاله عنه ذلك فباتوا يخشون أن يفتضح أمر احدهم إن سولت له نفسه أمرا فقد كان شبح الأمير بينهم يرونه متربصا بهفواتهم.وبينما الأمير في إحدى جولاته الليلية وقد أخذه الوقت فلم يشعر وقد انتصف الليل عليه وبينما هو ينتوي العودة إلى القصر إذا به يلمح احد الفتيان يقاتل وحده ثلاثة من الرجال الملثمين وقد بدا من هيئتهم أنهم لصوص وربما هو حدس المؤمن الذي جعله يميل إلى مساندة الفتى الوحيد رغم وجود احتمال بعكس ما ظن الأمير بحال الفتى وحال هؤلاء وفوجئ الثلاثة بالأمير يشهر سيفه في وجوهم فذهلوا لمهارته وبدت لهم معركتهم خاسرة فأسرعوا بالفرار من أمامه كالفئران يتعثرون في خطاهم ولولا أن معهم خيولهم التي أسرعوا إليه لكان للأمير شأنه معهم والتفت الأمير إلى الفتى يطمئن عليه وإذا بصوت عذب رقيق يجيبه بالإيجاب رقيقا فذهل الأمير وقد اتضح له أن الفتى ما كان إلا فتاة ترتدي ملابس الرجال ونظرت له هي في خجل وقد رأت الدهشة قد علت وجهه:
-"لقد ارتديت هذه الثياب حتى لا أتعرض لما يمكن أن تتعرض له فتاة مثلى عندما تخرج في هذا الوقت من الليل لكن من الواضح أن الحذر لا يمنع القدر ."
سألها الأمير متشككا :
ولماذا خرجت في هذا الوقت من الليل ؟
إن والدي مريض جدا ولقد ذهبت لأحضر له الطبيب لكن هؤلاء اللصوص أرادوا سرقتي ظنا منهم أني احمل الكثير من النقود .
بدا التأثر جليا على وجه الأمير :
هل منزل الطبيب بعيد عن هنا ؟
-"انه قريب من هنا."
سار معها الأمير حتى منزل الطبيب واحضراه وعادا إلى منزل الفتاة دون أن يسألها محمد حتى عن اسمها واستقبلته والدة الفتاة متعجبة من وجوده مع ابنتها لكن عندما علمت بما كان منه تجاه ابنتها أجزلت له الشكر وأصرت أن تضيفه رغم أن الوقت لم يكن مناسبا .وبد أ والد الفتاة يشعر بتحسن فأدخلت زوجته إليه محمد وقصت عليه ما جرى في هذه الليلة الطويلة فأثقل على نفس الرجل ما كادت ابنته أن تتعرض له بسببه فدمعت عيناه فأسرع الأمير يواسيه :
لك أن تفخر بابنتك إنها تقاتل كالرجال.""
فابتسم الرجل في فخر:
."لقد علمتها استعمال السيف منذ صغرها خاصة إني لم ارزق بغيرها "
وبدا لمحمد أن الوقت قد حان ليرحل فاستأذن صاحب الدار واستأذنه أن يسمح له بالاطمئنان عليه مرة أخرى ومضى إلى حاله وصورة الفتاة تسكن بين جوانحه فلا يكاد يقوى على الابتعاد عن دارها ،وكأن روحه تسكن هناك إلى جانب فتاته وتساءل في نفسه عن كنه هذا الشعور الغامض الذي يراوده ولم يعرف الفتى في ليلته طعم النوم إلا بضع سويعات متقطعة حتى إذا ما أتاه الصباح قام من فوره إلى حمامه وهذه المرة أراد أن يرتدي من ثيابه الفاخر وأمضى إلى بيت فتاته وبدا الشوق يحركه وهو مسلوب الإرادة وعندما رآها للمرة الثانية علم أن أيامه لن تمضى به إلا وهي بجانبه .