عمار يا مصر .......
رائعه شيرين عبد الوهاب (ماشربتش من نيلها )عن بلدنا الغاليه مصر جعلتنى وأنا أستمتع بكلماتها أهيم بخيالى فى عالم أخر شاهدت فيه مصر بنفس شوارعها,وخضره أراضيها وبركه مزراعها وعظمه مساجدها وأجراس كنائسها ولمحت فى ليلها قمرايه طالعه وحواليه نجوم كتير وكأنه سلطان زمانه ,قطع نشوة عيونى صوت تسبيح هدهد بيشق طريقه فى هدوء الليل الحالم ,وآه من ريحه الندى وقت الفجريه والفلاحين ماشيين على المعديه ,وناس كتير فى الشوارع والميادين وعلى القهاوى والشواطىء والموانى لمسه فيهم الطيبه والحنيه وأطفال أصواتهم عاليه جواهم عفويه وعلى وشوشهم إبتسامه شقيه .
وفجأه رأيت نفسى أنتقل لعالم مختلف عندما تغنت :يمكن ناسى لأنك فيها مش وحشاك ولا غبت عليها بس إلى مجرب وفارقها قال فى الدنيا مفيش بعديها ..
حينها تذكرت تجربتى لأعلن توحدى مع هذاالمقطع عن غيره من الأغنيه وأشيد به وبصلاحيته فى لمس وجدان كل حاله مشابهه لي متمثله فى المغتربين خارج حدودك يا مصر ,فأنا ترعرت فى الخارج وعدت لمصر وكلى أمل وفرحه برجوعى ولكنى وجدت كل شىء مختلف عنى وضدى فشعرت بالغربه فى بلدى و لم أكلف نفسى محاوله التعرف عليها وعلى أهلها الذين لم أجد منهم إلا كل الحب والوفاء , فقررت العوده من حيث أتيت ,وبدأت رحله الرجوع للوطن الثانى غير مباليه بأى شىء أخر جواكى يا مصر ,وفى المطار ودعت الجميع وبداخلى إحساس بنشوة طائر سجين آن له أن يتحرر ,وفى صاله الإنتظار داعبت ذكرياتى الجميله مخيلتى ونسجت شريطا محلقا فى الأفق رأيت فيه لمه عائلتى الكبيره وضحكاتنا المتطايره وسط زهور البرتقال التى حانت أن تتفتح فتتمايل طربا ولوحه فنان خط بفرشاته أجمل تناسق للألوان عرفه التاريخ فى منظر بديع لحمره الأفق باسطا للشمس بساطه لتسدل أشعتها على الوجود فتهلل الطيور فرحا وتوالت الصور تعرضها الذاكره ولكن رفضت عاطفتى أن تحن للمداعبه فحان وقت الإقلاع ومازالت عاطفتى كخيال المآته لا ينحنى أبدا, وأقلعت الطائره ووصلت فى غضون سويعات قليله وذكرياتى مازالت تداعبنى بإستماته أما العاطفه فكانت غارقه فى قيلولتها الخاصه ,وأول ما وضعت قدمى اليمنى على أرض المطار حتى فزعت عاطفتى وتخلت عن العصيان وتوحدت بغته وبسرعه غير منقطعه النظيرمع ذكرياتى لتعلن ولاءها التام وهنا تبهت لفعلتها وعرفت السبب الكامن وراء ذلك والذى غاب عن نظرى كل هذه الفتره من الزمن فهى لم تصحو على عبق جو مصر الحانى ,ولم تجد تلك الوجوه التى وشمت الشمس بصمتها عليها ولا صوت مصر وضحكتها المشرقه فلامستها الغربه القاتله وشعرت بأنها تائهه فى أرض غريبه وعاتبت نفسى وقتها لأنى لم أتصالح مع نفسى ولم أتعرف على أمى الحبيبه وحينها قررت العوده النهائيه ,وبالفعل عدت ولم تطأ قدمى المطار حتى تشرفت بمصر وأهدتنى نفحه من جوها الغالى وأمتعت عيونى بإبتسامه رجل طيب لعب الزمن لعبته القاسيه فى ملامحه , حينها سرى فى جسدنى قشعريره ناعمه أحسستنى بالأمان والطمأنينه وعلى بغته اعلنت صرخه بداخلى عصيانها وانتشلت نفسها من حلقى خارجه بهيئه صوت مرتعش يميل للبكاء أدهش الجميع ..عمـــــــار يا مصر