ذهبت إلى القاهرة لحضور أحد المؤتمرات الطبية الخاصة بالتوحد..
وفور خروجها من المؤتمر..
رأته..
كانت قد تعرفت عليه منذ فترة في عيادة أحد الأصدقاء.. لم تكن متأكدة أنها ستراه هناك..
ولكن جزء ما في نفسها توقع ذلك..
التقت به صدفة في أحد شوارع التحرير.. كانت سعيدة..
لم تشعر حينها أنها تكبره بخمس سنوات..
كانت مشاعرها أصغر من عمرها بخمس سنوات..
وكان عقله يوازي عقلها أو أكبر.. أما عن مشاعره..
فلم تكن متأكدة!!
شعرت بأمان مفتقد في عينيه.. وأحبت السير بجوار قامته الطويلة جدا..
سارت بجانبه في سعادة لم تكن تتوقعها .. عبرا شوارع التحرير بابتسامات ليس لها مُبرر..
طلب مداعبا أن يُمسك يدها ليحميها من زحام السيارات..
ابتسمت.. وغيرت الموضوع..
رغم أن جزء ما في نفسها تاق إلى ذلك..
جلسا في أحد (الكافيتيريات) القريبة..
طلبت قدحا من الشاي.. وطلب هو عصير فراولة..
ضحكت.. دون أن تعلم لماذا!! – ضحكت-
ربما شعرت ببراءة لم تكن تتوقعها..
نظر إلى عينيها كثيرا.. وأطرى على حسنهما..
ضحكا وحكيا عن ميول تجمعهما..
كانت سعيدة.. وكان أيضا سعيد..
نظرا إلى الساعة.. فقررا إنهاء اللقاء..
ولكن جزء ما في نفسها تمنى البقاء.. أما عنه..
فلم تكن متأكدة!!
استقلا المترو متجهين إلى محطة رمسيس لتلحق بقطارها العائد إلى حيث كانت..
لم تكن معتادة على ذلك الاهتزاز الرتيب للمترو..
كادت أن تقع..
طلب منها أن تتمسك بذراعه..
ورغم أنها لم تتمسك سوى بقميصه.. إلا أنها شعرت بدفئ افتقدته منذ زمن..
ولكن..
جزء ما في نفسها.. رفض أن يتمسك أكثر..
وصلا المحطة.. وودعها أمام القطار..
تمنت لحظتها لو أن صانعي الأحذية وضعوا مواد لاصقة في بطونها.. مواد لا تعمل إلا حين استشعارها لأوقات الوداعات..
وصافحها..
جزء ما في نفسها تمنى أن يتوسد كفيه..
وينام..
ولكنها انسحبت..
ركبت القطار هربا من مشاعر تراوغها..
وجزء كبير في نفسها كان يؤلمها..
استندت بظهرها على الكرسي.. وتناولت (الموبايل)..
أرسلت لزوجها في بلاد النفط:
-( محتجالك..)
فرَد: (وأنا كمان..)
فبَكتْ....