
لماذا نؤمن بالحب ؟ ما هي الحكمة من تلك الأحاسيس السخيفة التي تشعر بها ؟ نعم لا تتعجب ... أحاسيس سخيفة تجتاحك ... تشعرك بأنك تبالي بشخص ما ... تهتم لأمره ... تريد أن تعرف عنه كل ما لا تعرف .... تريد أن تعيش له حياتك ... تقف بجانبه ... تساعده ... و تدفعه للأمام ... و تشعر كأن القدر يريد أن يربطك بمثل هذا الشخص ... فلماذا تربط مصيرك بشخص و بإمكانك أن تعيش في حرية ؟!
و لكن الحب غريب ... كيمياء غريبة تربط بين البشر .... لا قانون له و لا معايير ... فبالرغم من القواعد التي تسلكها لإرضاء حبيبك ... و المباديء الجديدة التي يقنعك بها الحبيب .... إلا أنك تكتشف أن تلك القواعد هي في أصلها منافية لقواعد و مباديء الحرية .... يمكنك أن تترك عملا من أجل حبيب ... يمكنك أن تتخلى عن بعض الذات و الكبرياء لأجل الحبيب .... مقتنعا بأنك تحترم قانون الحب ... و لكن الحقيقة أن ذلك القانون لا يمت بصلة لأي قواعد أو مباديء الحرية الإنسانية ....
تسقط فجأة في بئر من الأحزان .... تعيش شقيا مثل باقي العشاق ... تحيا في ألم لكنه ممتع ... تذرف دموعك بألم و استمتاع في آن واحد ... ترضى بهوانك من أجل الحبيب و تحاول عبثا أن تقنع نفسك أنه ما زال لديك بعض الكبرياء .... تعيش نار الشوق ... ألم الفراق ... غيرة و وحدة و انكسار ... و مع ذلك تجري وراء الحب ... تبحث عنه في كل مكان ... تحيا و تموت من أجل قصة حب واحدة صادقة ... أليس هذا جنونا ؟ أليست هذه مشاعر سخيفة ؟
و بالرغم من سخفها ... و بالرغم من جنونك ... إلا أننا لا نستطيع أن نعيش بدون حب .... نكهة الحياة ... الحب نار ... الحب عذاب ... الحب شقاء ... الحب فراق ... و لكنه في النهاية حب ... لذا من منا لا يؤمن بالحب ؟ !