واحة الغفران
********
سبحان من خلق الزمان منازلاً
وجاء بخير شهوره رمضان ...
وأفاض فيه من الفضائل كلها
والبر والطاعات والإحسان ...
وبه يفيءُ المؤمنون لربهم
يرجون عفو المالك الديان ...
عشرون يوماً ثم عشرٌ بعدها
بحرٌ من النفحات والإيمان ...
تسمو نفوس الصائمين إلى العلا
يستنشقون روائح الغفران ...
يتلذذون بصومهم وقيامهم
يبغون منزلةً بخير جـِنان ِ...
والجنةُ الكبرى تناجي ربها
في كل يومٍ ها همُ سكاني...
وملائكُ الغفار تدعو في السما
للصائمين برحمة الرحمن...
وبه يسلسلُ كلُ جانٍ مارقٍ
وتُسدُ فيه مداخلُ النيران ...
وبابُ ريانٍ بجنةِ ربـِنا
إليه يُدعا صائمو رمضان...
يلجون فيه وليس أحدٌ بعدهم
يُجزَوْنَ خيراتٍ هناك حِسانِ ...
شهرٌ بدايته نسائمُ رحمةٍ
تمحو الذنوبَ وسائرَ الأضغان ...
هبةٌ من المولى لأمةِ أحمدٍ
تتبدلُ الزلات بالغفران ...
طوبى لمن فيهِ أتمَّ صيامه
وتمامُـهُ عتقٌ من النيران ...
فالصومُ يأتي شافعاً ومُشفَّعاً
لصائمٍ ولقاريءِ القرآن ...
سوقٌ به الحُسنى تُعَدُ لرابحٍ
والويلُ فيهِ لتابعِ الشيطان ...
أفيستوي مهتدٍ تَـبِعَ الهدى
مع من يبوءُ بذلةٍ الخسران ...
ياربِ فاقبل صومنا وقيامنا
وزكاتنا وتلاوةَ القرآن ...
واجعلنا يا رب ننول المُبتغى
بالقدر ِ ليلةَ مهبط الفرقان .
*******************