التحرر من الذكري
أنا آتٍ بعد قليل
أحمل في العقل أفكاراً وضاءة
أحمل في الروح قسماتٍ تصفو ،
همساتٍ ترقي وتعلو،
وليلاً محلوكاً لا يغفو
أنا آتٍ كالصبح الواضح
لكني تحررت من الذكري
وأعيش الحاضر اللحظة باللحظة
لا أعلم هل أحببت قديماً
لا أدرى أن قد عشت زماناً
أرتشف الملح كؤساً عجفاء
أسمع ألحاناً صماء
أُنشد أغنية الأمل البكماء
حتي رحلتُ
وتركت القلبَ في القلبِ
ومضيت بلا قلبٍ لأواجه وعثائي
*** *** ***
الذكري
دعك من الذكرى
سنقول كان وكنا
لنفتح صناديق صدئة
ونعيش الماضي الممسوخ
والوقت الحاضر يقهرنا
أنا آتٍ من زمنٍ مجهول
لا يؤمن بالماضي ولا التاريخ
من زمنٍ لا يبكي فيه رجال
لا ترثي فيه حضارات
أو يٌنعق شعرٌ مجنونٌ
علي أطلالِ مدائن سلبت
وضمائرُ طفئت
وأممٌ همدت
*** *** ***
أنا آتٍ بعد قليل
أتنكر أمجاداً لم أرها
وجناناً لم أدخلها
أتنكر أياماً بيضاءً رحلت
وسنيناً مرقت
أتنكر ساعات النصر المنزوعة
من صلف عدو غاشم
ها أنا قادم
لاقيم حضارة نفسي
وأنشىء من وهنيي مدينة
يأسرها الصمت
لا تعرف ظلماً أو يأساً
ولن يذكرها الموت
لا تعرف حقداً ولا شحناء
ولا غرقت ببحار النفط
مدينة حب شماء
لا يأتيها صلاح الدين
لا يعلو فيها نحيب سجين
*** *** ***
بقلم أحمد فتحي النجار