الصداقة الـ................[/CENTER ALIGN]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعتدت الصراخ الذي يصاحب رؤيتهم لي ...حتى صرت إلى حد ما استمتع به ،أشعر معه بالقوة
التي لا أمتلكها ..هذه المرة لم يختلف الأمر، أخذت تلك المرأة تصرخ، وتصرخ ...تحاول أن تفر مني
في أرجاء الغرفة ،وكأني استعذبت الأمر استعذبت ضعفها الإنساني، فجريت نحوها لأزيد
من عذابها ...هنا صرخت تنادي زوجها مستنجدةً به ...ماذا دهاها ؟؟؟ ما الذي يستطيع فعله فأر صغير
مثلي لمن في مثل حجمها؟؟...أين ذهب عقلها؟؟ ... حسنا المراوغ البارع يعرف متى يحين
الانسحاب، و إلا لسحبني زوجها إلى قبري بمكب النفايات ......كانت تلك الحمقاء قد أغلقت النافذة التي
تسللت منها قبل أن تراني، و بيتهما جديداً بالنسبة لي ، لم أفكر كثيرا فقط دفعت بنفسي إلى ذلك الركن
بين الحائط والدولاب، وأنا متأكد أنه سيمكنني العثور على مخبأ مناسب يبدو أنها غرفة الأطفال.. بعد
أن هدّء الزوج من روع زوجته ...صرفها من الغرفة واعداً إياها بالتصرف ...... ترى ماذا سيفعل؟؟
أغلق الباب و بدأ بحثه عني بجانب الدولاب الذي اتخذت مكاني وراءه مستنداً إلى بعض الأشياء
الموضوعة بجانبه ثم فعل شيئاً غريباً أخذ يناديني ويدللني : "فااااأر أين أنت يا فؤير؟ أين أنت ؟....أظهر وبان عليك الأمان "
أيظنني غبياً لأظهر وثم طخ، بوم ،وأنتهي الأمر.
ربما أنا فأر لكن مازال لدي غريزة حب البقاء .. بعض الغرائز تمد المرء بذكاء فطري ......لا أعرف
ماذا سأفعل!! لكن يبدو أنني سأنتظر .....فقط انتظر لأرى ما سيحدث ..... "حسناً يا ميكي ...على راحتك"
من ميكي هذا ؟؟من الواضح أنه يقصدني
أنصرف مغلقاً الباب خلفه ،يبدو أنه قد يأس مني، خرجت من مخبأي، أبحث عما لا أتوقع وجوده
في تلك الغرفة ...بالطبع الطعام ...ثم قررت أن أبحث عن مخبأ أكثر أمناً، فقررت أن أستقر فوق
الدولاب، وسَط الحقائب وبعض العلب ....ما أن استقربي الحال هنا ، حتى دخل الزوج إلى الغرفة
حاملاً طبقاً صغيراً من الطعام ،وضعه بركن الغرفة ثم فعل شيئاً لم أستطع تفسيره.. حمل مرتبة
أحد السريرين ،ووضعها على الآخر ثم غطاهما بمفرش بلاستيكي... ترى ماذا يفعل هذا الرجل ؟؟! ....
"بالهناء والشفاء ميكي..."
نعم بالهناء والشفاء ،و رحمك الله يا فأور....أعرف تلك الحركات لكن مهلا أنه لم يضع لي
المصيدة ..ماذا يريد هذا الرجل ؟؟؟. قهرني جوعي ،أنه تلك الغريزة التي تدفعني للتصرف بغباء، قد يكون الغذاء مسمماً.. لا فرائحته
لا تدل على ذلك ...حسنا لأدرس الاحتمالات.... إذا لم يكن مسمماً ،وأكلت فذلك خير، وإن كان
مسمماً فلن أعرف أبداً ...وبأي حال ،سأموت جوعاً إن لم آكل.....بعد أن أكلت وعاد عقل إلي
وقررت أنه كان يجب أن أنتظر قليلا وأحاول التفكير في حل آخر .... صعدت فوق الدولاب، أنتظر
مصيري لابد أنني شاهدت كل الأموات بعائلتي ، ومر بذهني ذكرياتي مع أخي الذي أرسلناه يوما
لاختبار سلامة بعض الطعام قبل أن نأكل منه جميعاً ..وقد كان مسمماً ...أخذت أبكي لقد افتدانا
أخي ....آه رحمك الله يا أخي يبدو أنني سألحق بك .... استيقظت صباحاً ...
استيقظت صباحاً ....
هذا غريب ...غريب حقا ...استيقظت صباحا ً ،نعم استيقظت صباحاً ،ليس الغريب صباحاً ،بل الاستيقاظ
لقد استيقظت ..استيقظت ،كدت أبكي... من قال أن الاستيقاظ ليس بمعجزة ،أن تعود روحك إلى ذلك الجسد
الذي تسكنه .. أن تزال قادرا على تحريكه ،والتحرك به، أنه إعجاز الشعور بالحياة الذي لا أستطيع
وصفه ....أخذت أتقافز فرحاً، لكن مهلا معنى ذلك أن الطعام الذي قدمه لي الزوج لم يكن مسمماً ،شكرا
لك، أيها الرجل الكريم تؤويني ببيتك ،وتطعمني طعامك ، شكرا لك .... لم يكن هذا آخر عهدي بالطعام ،ولا آخر عهدي بذلك الرجل الكريم ،الذي طالما أردت شكره لذلك
الكرم ، الذي غمرني به ....دخل حاملاً الطعام كعادته "ترى أين أنت ميكي ؟...ضحك قائلا "منذ زمن بعيد لم أرى مديحة خائفة ...إنها تخافك أكثر مما
تخافني ...يا لها من خيبة " أخذ يضحك... وهكذا باليوم التالي ،وأخذ يحكي لي عن عدم اقتناعه باختبائي
وراء الدولاب "لابد وأنك قد وجدت لنفسك مكاناً أكثر راحة كم أتمنى لو تظهر نفسك يا ميكي" وكم أتمنى لو أستطيع أن أصادقك ..وأن أعَرِفُك اسمي حتى تكف عن مناداتي بذلك الاسم الغريب..لا تتصور
مدى ما عانيته قبل معرفتي بك ...مع صديق مثلك يمكنني أن اطمئن إلى الأبد .... باليوم التالي جاءني بالطعام كعادته، لن أكلفه عناء البحث عني بعد الآن، ها أنا ذا يا صديقي ،ها أنا ذا
اجري إليك ...أريد أن أُقََََبل يديك، لكنه سارع بالخروج من الغرفة قبل أن أصل إليه، لكن ما بالي غير قادر
على الحركة بشكل سوي ....ماذا حدث لي لأشعر بتلك الرعشة بذلك الـخلل ...حسناً ،لآكل وأنام قليلا ربما
هو غثيان عارض ... لا أشعر بأني على ما يرام ترى ماذا يحدث ....دخل حاملاً الطعام كعادته ...أخذ يحدثني في بعض الأشياء
التي لم استطع أن أفهمها، قال شيئاً ما عن التنظيف الشاق للغرفة ...نظرت إليه بغير فهم كنت أريد أن
أبكي ...أبكي مرضي ،الذي لا أعرف سببه أبكي لهذا اللطف،الذي ما لقيت مثله بحياتي أبكي لأني أريد
البكاء ....فجأة دارت بي الدنيا ،لا ليس الآن كنت أريد... كنت أريد أن أفعل أشياءاً كثيرة لم أفعلها
بعد ...أريد ..أريد احتبست الكلمات والدموع وتفجرت الدماء.. فقط الدماء هي ما استطاع تجاوز جسدي
خلال أنفي ...لا مازال لدي الكثير لأنجزه ...مازلت ...لا لم يعد لي مكان لأكون في خبر (مازل ) أنا
الآن في خبر( كان)..... أشعر بذلك في كل خلية من جسدي ،أشعر به في قلبي ،و دفقات الدم المتدافعة
عبر أنفي...نظرت إلى صديقي ،أردت أن يكون آخر ما أراه...لقد كان متأثراً ومتنكداً لأجلــ...................... *********************
منك لله يا ميكي ألم تجد غير هذه الشقة لتدخلها من سينظف تلك الفوضى التي أحدثتها بدمائك؟؟؟؟ مديحة
ستتظاهر بالتقزز وبصراحة لها كل الحق بذلك.... أخبرتها أن ذلك السم بطيء المفعول مانع لتجلط الدماء،و سيحدث تلك الفوضى بعد أن يسبب لذلك الفأر
سيولة متصاعدة في الدم .....كنت أعلم أنك جئت بمفردك ولا بأس باستخدام سم الزرنيخ مباشرة..لكنها
أصرت من أجل الأولاد وكأن همهم سيكون العثور على سم الفئران الزرنيخي سريع المفعول للعبث
به !!!!....بأي حال جيد انك لم تلوث السريرين يا ميكي ....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعتدت الصراخ الذي يصاحب رؤيتهم لي ...حتى صرت إلى حد ما استمتع به ،أشعر معه بالقوة
التي لا أمتلكها ..هذه المرة لم يختلف الأمر، أخذت تلك المرأة تصرخ، وتصرخ ...تحاول أن تفر مني
في أرجاء الغرفة ،وكأني استعذبت الأمر استعذبت ضعفها الإنساني، فجريت نحوها لأزيد
من عذابها ...هنا صرخت تنادي زوجها مستنجدةً به ...ماذا دهاها ؟؟؟ ما الذي يستطيع فعله فأر صغير
مثلي لمن في مثل حجمها؟؟...أين ذهب عقلها؟؟ ... حسنا المراوغ البارع يعرف متى يحين
الانسحاب، و إلا لسحبني زوجها إلى قبري بمكب النفايات ......كانت تلك الحمقاء قد أغلقت النافذة التي
تسللت منها قبل أن تراني، و بيتهما جديداً بالنسبة لي ، لم أفكر كثيرا فقط دفعت بنفسي إلى ذلك الركن
بين الحائط والدولاب، وأنا متأكد أنه سيمكنني العثور على مخبأ مناسب يبدو أنها غرفة الأطفال.. بعد
أن هدّء الزوج من روع زوجته ...صرفها من الغرفة واعداً إياها بالتصرف ...... ترى ماذا سيفعل؟؟
أغلق الباب و بدأ بحثه عني بجانب الدولاب الذي اتخذت مكاني وراءه مستنداً إلى بعض الأشياء
الموضوعة بجانبه ثم فعل شيئاً غريباً أخذ يناديني ويدللني : "فااااأر أين أنت يا فؤير؟ أين أنت ؟....أظهر وبان عليك الأمان "
أيظنني غبياً لأظهر وثم طخ، بوم ،وأنتهي الأمر.
ربما أنا فأر لكن مازال لدي غريزة حب البقاء .. بعض الغرائز تمد المرء بذكاء فطري ......لا أعرف
ماذا سأفعل!! لكن يبدو أنني سأنتظر .....فقط انتظر لأرى ما سيحدث ..... "حسناً يا ميكي ...على راحتك"
من ميكي هذا ؟؟من الواضح أنه يقصدني
أنصرف مغلقاً الباب خلفه ،يبدو أنه قد يأس مني، خرجت من مخبأي، أبحث عما لا أتوقع وجوده
في تلك الغرفة ...بالطبع الطعام ...ثم قررت أن أبحث عن مخبأ أكثر أمناً، فقررت أن أستقر فوق
الدولاب، وسَط الحقائب وبعض العلب ....ما أن استقربي الحال هنا ، حتى دخل الزوج إلى الغرفة
حاملاً طبقاً صغيراً من الطعام ،وضعه بركن الغرفة ثم فعل شيئاً لم أستطع تفسيره.. حمل مرتبة
أحد السريرين ،ووضعها على الآخر ثم غطاهما بمفرش بلاستيكي... ترى ماذا يفعل هذا الرجل ؟؟! ....
"بالهناء والشفاء ميكي..."
نعم بالهناء والشفاء ،و رحمك الله يا فأور....أعرف تلك الحركات لكن مهلا أنه لم يضع لي
المصيدة ..ماذا يريد هذا الرجل ؟؟؟. قهرني جوعي ،أنه تلك الغريزة التي تدفعني للتصرف بغباء، قد يكون الغذاء مسمماً.. لا فرائحته
لا تدل على ذلك ...حسنا لأدرس الاحتمالات.... إذا لم يكن مسمماً ،وأكلت فذلك خير، وإن كان
مسمماً فلن أعرف أبداً ...وبأي حال ،سأموت جوعاً إن لم آكل.....بعد أن أكلت وعاد عقل إلي
وقررت أنه كان يجب أن أنتظر قليلا وأحاول التفكير في حل آخر .... صعدت فوق الدولاب، أنتظر
مصيري لابد أنني شاهدت كل الأموات بعائلتي ، ومر بذهني ذكرياتي مع أخي الذي أرسلناه يوما
لاختبار سلامة بعض الطعام قبل أن نأكل منه جميعاً ..وقد كان مسمماً ...أخذت أبكي لقد افتدانا
أخي ....آه رحمك الله يا أخي يبدو أنني سألحق بك .... استيقظت صباحاً ...
استيقظت صباحاً ....
هذا غريب ...غريب حقا ...استيقظت صباحا ً ،نعم استيقظت صباحاً ،ليس الغريب صباحاً ،بل الاستيقاظ
لقد استيقظت ..استيقظت ،كدت أبكي... من قال أن الاستيقاظ ليس بمعجزة ،أن تعود روحك إلى ذلك الجسد
الذي تسكنه .. أن تزال قادرا على تحريكه ،والتحرك به، أنه إعجاز الشعور بالحياة الذي لا أستطيع
وصفه ....أخذت أتقافز فرحاً، لكن مهلا معنى ذلك أن الطعام الذي قدمه لي الزوج لم يكن مسمماً ،شكرا
لك، أيها الرجل الكريم تؤويني ببيتك ،وتطعمني طعامك ، شكرا لك .... لم يكن هذا آخر عهدي بالطعام ،ولا آخر عهدي بذلك الرجل الكريم ،الذي طالما أردت شكره لذلك
الكرم ، الذي غمرني به ....دخل حاملاً الطعام كعادته "ترى أين أنت ميكي ؟...ضحك قائلا "منذ زمن بعيد لم أرى مديحة خائفة ...إنها تخافك أكثر مما
تخافني ...يا لها من خيبة " أخذ يضحك... وهكذا باليوم التالي ،وأخذ يحكي لي عن عدم اقتناعه باختبائي
وراء الدولاب "لابد وأنك قد وجدت لنفسك مكاناً أكثر راحة كم أتمنى لو تظهر نفسك يا ميكي" وكم أتمنى لو أستطيع أن أصادقك ..وأن أعَرِفُك اسمي حتى تكف عن مناداتي بذلك الاسم الغريب..لا تتصور
مدى ما عانيته قبل معرفتي بك ...مع صديق مثلك يمكنني أن اطمئن إلى الأبد .... باليوم التالي جاءني بالطعام كعادته، لن أكلفه عناء البحث عني بعد الآن، ها أنا ذا يا صديقي ،ها أنا ذا
اجري إليك ...أريد أن أُقََََبل يديك، لكنه سارع بالخروج من الغرفة قبل أن أصل إليه، لكن ما بالي غير قادر
على الحركة بشكل سوي ....ماذا حدث لي لأشعر بتلك الرعشة بذلك الـخلل ...حسناً ،لآكل وأنام قليلا ربما
هو غثيان عارض ... لا أشعر بأني على ما يرام ترى ماذا يحدث ....دخل حاملاً الطعام كعادته ...أخذ يحدثني في بعض الأشياء
التي لم استطع أن أفهمها، قال شيئاً ما عن التنظيف الشاق للغرفة ...نظرت إليه بغير فهم كنت أريد أن
أبكي ...أبكي مرضي ،الذي لا أعرف سببه أبكي لهذا اللطف،الذي ما لقيت مثله بحياتي أبكي لأني أريد
البكاء ....فجأة دارت بي الدنيا ،لا ليس الآن كنت أريد... كنت أريد أن أفعل أشياءاً كثيرة لم أفعلها
بعد ...أريد ..أريد احتبست الكلمات والدموع وتفجرت الدماء.. فقط الدماء هي ما استطاع تجاوز جسدي
خلال أنفي ...لا مازال لدي الكثير لأنجزه ...مازلت ...لا لم يعد لي مكان لأكون في خبر (مازل ) أنا
الآن في خبر( كان)..... أشعر بذلك في كل خلية من جسدي ،أشعر به في قلبي ،و دفقات الدم المتدافعة
عبر أنفي...نظرت إلى صديقي ،أردت أن يكون آخر ما أراه...لقد كان متأثراً ومتنكداً لأجلــ...................... *********************
منك لله يا ميكي ألم تجد غير هذه الشقة لتدخلها من سينظف تلك الفوضى التي أحدثتها بدمائك؟؟؟؟ مديحة
ستتظاهر بالتقزز وبصراحة لها كل الحق بذلك.... أخبرتها أن ذلك السم بطيء المفعول مانع لتجلط الدماء،و سيحدث تلك الفوضى بعد أن يسبب لذلك الفأر
سيولة متصاعدة في الدم .....كنت أعلم أنك جئت بمفردك ولا بأس باستخدام سم الزرنيخ مباشرة..لكنها
أصرت من أجل الأولاد وكأن همهم سيكون العثور على سم الفئران الزرنيخي سريع المفعول للعبث
به !!!!....بأي حال جيد انك لم تلوث السريرين يا ميكي ....