أفاقت من شرودها على صوته العميق الدافيء يسألها :
" فيم تفكرين ؟ هل أنت على ما يرام ؟ "
" نعم أنا بخير لا تقلق ......... لكنني في الحقيقة في عجلة من أمري و حضرت إلى هنا منذ وقت طويل "
" لو كنت أعرف أنني سأقابل هذا الجمال ...... و تلك العيون الساحرة الجذابة كنت حضرت من وقت طويل "
دق قلبها لهذا الإطراء و لكنها دائما كانت تسمع الكثير من كلمات الغزل و اعتادت عليها ... لماذا هي مضطربة الآن كأنها ما زالت في سن المراهقة .... و استجمعت شتاتها و هي تقول بطريقة متزنة :
" أشكرك كثيرا على هذا الإطراء ..... لكنني متعجلة أريد أن أمشي ..... بعد إذنك "
نظر إليها نظرة شك و قال لها :
" كما تحبين ..... سعدت كثيرا للقائك "
نظرت إليه كأنها مسحورة و تريد أن تملأ عينيها من ملامحه الشعر الأسود الناعم الذي يقصه بطريقة جذابة ..... و البشرة البيضاء الناعمة ...... تلك العينان الساحرتان السودوان ... و جسده الممشوق القوام الجذاب .....
و أفاقت من نظراتها على صوته يسألها في تشكك :
" هل أنت متأكدة أنك بخير ؟ "
ردت بسرعة و هي تقف و تأخذ حقيبتها :
" نعم أنا بخير ..... و لكنني مضطرة أن أمشي ..... إلى اللقاء "
نظر إليها في لهفة متسائلا :
" هل سأقابلك مرة آخرى ؟ "
نظرت إليه محاولة الابتسام :
" نعم ........ ما رأيك في يوم الثلاثاء القادم ؟ "
ابتسم في فرح و قال لها :
" نعم إنه مناسب جدا ..... سأنتظرك الساعة الثامنة مساءا هل يوافقك ؟ "
" نعم .... إلى اللقاء "
و بسرعة اتخذت خطواتها لتمشي و لكنه استوقفها و هو يمد يديه ليسلم عليها :
مدت يديها المرتجفتين و لمست يديه و حينها خفق قلبها بشدة و سحبت يديها بسرعة ..... لاحظ هو ذلك ...... ناظرا إليها بسخرية قائلا :
" إلى اللقاء "
سارت بخطوات سريعة مرتبكة و هي تشعر كأن نظراته مصوبة عليها حتى خرجت من الكافيه .... سارت بجوار النيل وقت المساء و هي حزينة حائرة ..... حزينة لأنها لن تراه مرة آخرى ...... و هذا الحزن كان يحيرها أكثر ..... لماذا تشعر بذلك الانقباض ؟ لماذا انجذبت إليه هكذا ؟ إنها لا تريد أن تشعر ناحيته بشيء فهي تعلم أنه إذا كان ينظر إليها بلهفة فتلك اللهفة ل ( نسرين ) و ليس لها ...... نسرين !!!! نعم نسرين ....
سامحيني يا نسرين على تلك المشاعر إنها ليست بيدي ..... و لكن اطمئني يا أختي العزيزة لن أقابله مرة آخرى و سأفعل ما بوسعي حتى تتزوجيه إذا كان يحبك فعلا ......... أما بالنسبة لي فهذه مجرد مشاعر حيرة و تخبط لا تعني لي شيئا و لن أفكر فيه فيما بعد .......
وصلت نهاد البيت و حينما فتحت الباب وجدت أختها تنتظرها بلهفة و هي مسرورة و تسألها بسرعة :
" هل قابلتيه ؟ ما هو شكله ؟ هل هو جذاب ؟ هل أعجبتك شخصيته ؟ ما رأيك فيه ؟ لماذا تأخرت ؟ "
جلست نهاد على أقرب كرسي لها و هي تصطنع ابتسامة لنسرين و قالت :
" ما كل هذه الأسئلة ؟ "
" أرجوك يا نهاد فلتجبيني بسرعة "
" قابلته بعد ما تأخر ساعة عن الموعد ..... و هو جذاب سيعجبك إن شاء الله ........ و لم أتحدث معه كثيرا لأنني لا أعرف إسمه !!!!!!!! كيف لك ألا تخبريني بإسمه ؟!!! "
" يا إلهي كيف لي أن أنسى و لكنك لم تذكريني أيضا "
" لا يهم لقد تحججت بأنني في عجلة من أمري حتى لا أتحدث معه كثيرا .....و لذلك لا أستطيع أن أحكم عليه و لكن يبدو لي لطيفا "
نظرت نسرين إلى أختها في فرح و قبلتها قائلة :
" شكرا لك يا أختي العزيزة ..... إنني سعيدة اليوم لقد نجحت في ميعادي مع المدير و تم تعييني ..... و أيضا أنت نجحت في مقابلتك ل ( ياسر ) "
نظرت لها نهاد و هي تبادلها ابتسامتها قائلة :
" مبروك ..... الحمد لله على فكرة سيقابلك الثلاثاء القادم الساعة الثامنة مساءا "
" جيد إنه موعد مناسب لي ..... أشكرك مرة آخري يا نهاد ..... عقبال اليوم الذي تقابلين فيه شريك حياتك "
نظرت إليها نهاد و هي تصطنع ابتسامة قائلة :
" لقد تمشيت كثيرا ..... سأقوم و أتركك لأنام .. هل تريدين شيئا "
" لا يا حبيبتي فلتنامي و لكن ألن تأكلين ؟ "
" لا أريد أريد أن أنام فقط "
مددت نهاد جسدها على السرير محاولة الهروب من أفكارها حتى تعرف تنام و بالفعل راحت في سبات عميق ..... و فجأة استيقظت على صوت نسرين تهزها بسرعة و كأن مصيبة حدثت و تناديها بسرعة :
" نهاد .... نهاد .... استيقظي "
نهضت نهاد بسرعة متسائلة :
" ماذا بك ؟ ماذا حدث ؟!!!!! "
ردت نسرين محاولة أن تلاحق أنفاسها :
" كنت أود أن أتحدث مع ياسر على النت كالعادة و لكني لم أجده ..... اتصلت به وجدته يرد علي و هو مرهق كثيرا يعتذر لي على الموعد يخبرني أنه لم يذهب لأنه قام بحادث "
اندهشت نهاد كثيرا محاولة أن تتكلم و لكنها لم تستطع سوى أن تقول :
" ماذا ؟ لم يذهب ؟ إذن من هذا الذي قابلته ؟!!!!!!!!! "