كوخٌ.. وبسمة.. وقدح شاي تعطر بأنفاسه...
مرسل: 28 سبتمبر 2009, 12:09 pm
كان غافيًا كالملائكة على كرسي هزاز.. لا يبرح مكانه.. وكانت هي ممددة على الأرض.. تتوسد بعض القش الأصفر وتستند برأسها على صخرة.. قاسية بعض الشيء...
في كوخ صغير خال إلا من ذلك الكرسي.. ومذياع قديم يصدر منه صوت فيروز.. نقيًا كبلورة..
"بس هلا ما بتذكر شكل وجك.. بس بذكر أديش كان أليف...
بعدو أليف؟.. بعدك ظريف؟.. بعدو بيعنيلك متلي الخريف؟..
خبرني إن.. بعدك بتحن؟.. ما بعرف ليش عم بحكي.. ولا كيف..."
وقدح شاي اعتاد أن يحضره لها كل ليلة معطرًا ببعض النعناع.. وبعض من أنفاسه..
استيقظت روحيهما إثر الصوت والعطر.. خرجا مسرعين كي يُقبلا بعض نسمات خريفية النكهة – ظنّا أنها ستستمر أكثر من ذلك –
كان لديهما حلم مشترك – مستحيل- بالطيران.. ولعلمهما باستحالته اكتفيا بالسير قليلا على ذلك اللوح الزجاجي الذي يغطي البحر على اتساعه.. كان دائم النظر إلى الشمس.. وكانت دائمة النظر إلى ذلك السمك الملون تحتها.. كانت هنالك لؤلؤة تخبرها كل يوم أنها لها.. ولكنها يوما لم تستطع أن تمتلكها..
لم تكن تعلم حينها أن للزجاج أيضا سرطان.. فقط مربع صغير.. به شرخين أو أكثر تحت قدميها كان كفيلا لأن تتراجع وتنسى أمر السمك الملون.. و أمر اللؤلؤة..
لم تجرؤ أن تطلب منه ذلك.. لكنه كان يعلم منذ البداية...
عادا إلى الشاطئ بحركات بهلوانية وبسمة مرحة.. حاولا التمسك بها قدر المستطاع..
ربط عينيها بشريط حريري أخضر.. وطلب أن تنتظر دقيقة.. لم يكن بحاجة إلى حفرة عميقة كي يصل إلى الكنز.. علبة "ماكينتوش" زاهية مستديرة كانت كافية جدا لعودة السعادة لأسبوع آخر..
التهمت ألوانها بفرحة وتناولت تلك المغلفة "بسولوفانة " بنفسجية براقة.. وركضت إلى أقرب نخلة.. سعفة تدلت في طريقها استطاعت بسهولة أن تصوغ منها ضفيرة قوية تسلقت عليها لتصل إلى القمة.. لم تستبدل حينها الشوكولاتة بالتمر – رغم علمها أنه الصواب -..
اكتفت بالاستمتاع بقطعة الشوكولاتة حتى اكتشفت أنها بالبندق..
قفزت فوق النخلات بسهولة حتى اعتقدت لبرهة أنها تطير.. نسر صغير حلق فوق رأسها مباشرة..لكنها لم تخف.. ظلت متمسكة بالسولوفانة البنفسجية قدر المستطاع.. سقطت -السولوفانة-.. حزنت قليلا.. لكنها تابعت الطريق..
كان لا يزال هناك.. يفكر في اللحاق بها ملتقطًا أخرى بطعم الفراولة.. هي لم تحب يوما الفراولة.. ولم تحبه.. لكنها على الأرجح كانت تحتاج لأنفاسه لتعطر قدح شاي بالنعناع تتناوله كل مساء..
"بووووووووووووووم"..
سقطت.. تتناوب على رأسها عشرات التمرات.. كانت السقطة كافية جدا كي تستيقظ.. لتجده غافيًا على كرسي هزاز.. لا يبرح مكانه.. وتجد نفسها ممددة على الأرض.. تتوسد بعض القش الأصفر وتستند برأسها على صخرة.. كانت قاسية بعض الشيء...
وفيروز تغني له.. وللخريف..
كان لها كوخا حميمًا.. وبسمة مرحة.. وقدح شاي تعطر بأنفاسه.. بينما كانت له لمحة حلوة.. قال أنه سيحزن إذا ما تلاشت..
لم تكن متأكدة من مدى صدقه.. ولم يكن مُهمًا مدى صدقها..
المهم أنه كان..
وأنها كانت....
في كوخ صغير خال إلا من ذلك الكرسي.. ومذياع قديم يصدر منه صوت فيروز.. نقيًا كبلورة..
"بس هلا ما بتذكر شكل وجك.. بس بذكر أديش كان أليف...
بعدو أليف؟.. بعدك ظريف؟.. بعدو بيعنيلك متلي الخريف؟..
خبرني إن.. بعدك بتحن؟.. ما بعرف ليش عم بحكي.. ولا كيف..."
وقدح شاي اعتاد أن يحضره لها كل ليلة معطرًا ببعض النعناع.. وبعض من أنفاسه..
استيقظت روحيهما إثر الصوت والعطر.. خرجا مسرعين كي يُقبلا بعض نسمات خريفية النكهة – ظنّا أنها ستستمر أكثر من ذلك –
كان لديهما حلم مشترك – مستحيل- بالطيران.. ولعلمهما باستحالته اكتفيا بالسير قليلا على ذلك اللوح الزجاجي الذي يغطي البحر على اتساعه.. كان دائم النظر إلى الشمس.. وكانت دائمة النظر إلى ذلك السمك الملون تحتها.. كانت هنالك لؤلؤة تخبرها كل يوم أنها لها.. ولكنها يوما لم تستطع أن تمتلكها..
لم تكن تعلم حينها أن للزجاج أيضا سرطان.. فقط مربع صغير.. به شرخين أو أكثر تحت قدميها كان كفيلا لأن تتراجع وتنسى أمر السمك الملون.. و أمر اللؤلؤة..
لم تجرؤ أن تطلب منه ذلك.. لكنه كان يعلم منذ البداية...
عادا إلى الشاطئ بحركات بهلوانية وبسمة مرحة.. حاولا التمسك بها قدر المستطاع..
ربط عينيها بشريط حريري أخضر.. وطلب أن تنتظر دقيقة.. لم يكن بحاجة إلى حفرة عميقة كي يصل إلى الكنز.. علبة "ماكينتوش" زاهية مستديرة كانت كافية جدا لعودة السعادة لأسبوع آخر..
التهمت ألوانها بفرحة وتناولت تلك المغلفة "بسولوفانة " بنفسجية براقة.. وركضت إلى أقرب نخلة.. سعفة تدلت في طريقها استطاعت بسهولة أن تصوغ منها ضفيرة قوية تسلقت عليها لتصل إلى القمة.. لم تستبدل حينها الشوكولاتة بالتمر – رغم علمها أنه الصواب -..
اكتفت بالاستمتاع بقطعة الشوكولاتة حتى اكتشفت أنها بالبندق..
قفزت فوق النخلات بسهولة حتى اعتقدت لبرهة أنها تطير.. نسر صغير حلق فوق رأسها مباشرة..لكنها لم تخف.. ظلت متمسكة بالسولوفانة البنفسجية قدر المستطاع.. سقطت -السولوفانة-.. حزنت قليلا.. لكنها تابعت الطريق..
كان لا يزال هناك.. يفكر في اللحاق بها ملتقطًا أخرى بطعم الفراولة.. هي لم تحب يوما الفراولة.. ولم تحبه.. لكنها على الأرجح كانت تحتاج لأنفاسه لتعطر قدح شاي بالنعناع تتناوله كل مساء..
"بووووووووووووووم"..
سقطت.. تتناوب على رأسها عشرات التمرات.. كانت السقطة كافية جدا كي تستيقظ.. لتجده غافيًا على كرسي هزاز.. لا يبرح مكانه.. وتجد نفسها ممددة على الأرض.. تتوسد بعض القش الأصفر وتستند برأسها على صخرة.. كانت قاسية بعض الشيء...
وفيروز تغني له.. وللخريف..
كان لها كوخا حميمًا.. وبسمة مرحة.. وقدح شاي تعطر بأنفاسه.. بينما كانت له لمحة حلوة.. قال أنه سيحزن إذا ما تلاشت..
لم تكن متأكدة من مدى صدقه.. ولم يكن مُهمًا مدى صدقها..
المهم أنه كان..
وأنها كانت....