صفحة 1 من 2

سيدة لها شارب

مرسل: 04 يناير 2010, 9:30 pm
بواسطة سندريلا
غرفة صامتة مقيتة .. ربما هي ميتة من كثرة الصمت و السكون .. قطعت ذلك الصمت حينما بدأت تبحث عن شيء ما في أدراج مكتبها .. ربما شيئا كان سببا في دمار حياتها .. و أثناء بحثها وجدت تلك الصور التي أخفتها بعيدا عن مرأى عينيها حتى لا تبكي مرارا و تكرارا ، و بدأت تتطلع إلى الصور بعين باكية و شفاه رسمت عليها نصف ابتسامة ربما هي ابتسامة ساخرة و ربما هي ابتسامة مريرة .

تركت الصور من يديها لتبحث عن تلك الورقة أو بمعنى أدق تلك الشهادة ؛ الشهادة التي تفيد بمنحها تقدير امتياز مع مرتبة الشرف في رسالة دكتوراة . أمسكت الشهادة و بدأت تتحدث في نفسها إلى الشهادة كأنها شخصا مثلها ؛ تخبرها بمكنون صدرها و ضيق حالها و زروة يأسها .

تخبرها بأيام مضت حينما كانت تضج الحركة في ذلك المنزل الذي تقطن فيه خاصة تلك الغرفة التي أصبحت صامتة مقيتة . تخبرها بأيام سعيدة عاشتها مع والديها و أخيها و أختها ، أيام مليئة بالمزاح و الفرح و الحيوية . أيام كانت تذهب لمدرستها الثانوية بفخر و ثقة ، كانت محل إعجاب المدرسين و محل حسد الفتيات لا لذكائها فقط بل لجمالها الهاديء الجذاب أيضا . حيويتها .. ثقتها في نفسها .. شعورها بأنها جميلة و محل إعجاب الآخرين .. اطمئنانها و شعورها بالأمان لوجود والديها بجوارها دائما معتقدة أنهما باقيان لها حتى آخر العمر كل ذلك كان سببا في تلك الفكرة الشيطانية التي سيطرت عليها . رفضت كل عريس تقدم إليها بحجة رغبتها في تحقيق أحلامها و طموحاتها . كانت تفخر بكثرتهم و رفضها الشديد لهم ؛ و كانت تضحك حينما تطلق عليها زميلاتها ذلك اللقب الساخر ( فتاة لها شارب ) ؛ كانوا يسخرون منها لأنها غيرهن ؛ ليس لها هدف سوى تحقيق الأحلام و الطموح ؛ لا تفكر مثلهن في الحب و الارتباط بشخص واحد يمس قلبها و يجذبها إليه .

لم تستمع لنصائح والدتها أو قريباتها و تخرجت في الكلية التي رغبت فيها و حصلت على شهادة الدكتوراة ، و لكن توفي والديها و تزوج أخيها و أنجب ثلاثة أطفال ، و تزوجت شقيقتها الصغرى لتنجب طفلين . و عندها صارت وحيدة تعيش بين صور و جدران ، صار منزلها مقيتا كئيبا و صارت حياتها أمقت و أكثر كآبة . لا تجد من تتحدث إليه سوى تلك الصور التي تزيد حزنها حزنا و تلك الشهادة التي لا تجد منها ردا و لا يدا تمسح دموعها و لا حضنا دافئا يشعرها بالحنان . لم يتغير شيئا فيها حتى حينما وصلت إلى منتصف الثلاينات دون زواج .. دون حب .. دون شريك للحياة . لم يتغير فيها شيء سوى أنها بعد أن كانت فتاة لها شارب أصبحت سيدة لها شارب !

Re: سيدة لها شارب

مرسل: 05 يناير 2010, 4:09 pm
بواسطة نبضة...
جيجي الرقيقة.. :)
قصة جميلة مكتملة الاركان تحمل أجمل المعاني وتناقش قضية هامة في مجتمعنا حاليا..
الاقبال على الحياة العلمية على حساب الحياة الشخصية او العكس...
قصتك ناقشت القضية بشكل حزين مؤلم..ربما عاش هذه القصة العديد من الفتيات في الواقع..
وأرى في قصتك نصيحة وعظة تقدميها لكل فتاة تفكر بنفس الطريقة العملية البحتة...وتنسى ما خلقت لأجله
منذ البداية.. فالمرأة وظيفتها الاساسية أن تكون راعية لبيتها وأسرتها.ولا مانع من الاهتمامات العلمية
ان لم تكن على حساب وظيفتها الاولى..
هذا عن الفكرة الرائعة التي أعتبرها السمة الاولى في قصتك..
وبالطبع لا حاجة لي لأن أعدد التعبيرات الرائعة في قصتك والاوصاف الدقيقة التي اتسمت بها كلماتك..
خاصة العنوان الرائع الذي أجده يلخص القصة كلها ..كما يعطي انطباعا عن رؤية المجتمع للمرأة التي
تنتهج نفس نهج بطلتك المسكينة..
كتبتِ القصة باحساس عال..فوصلت لي بنفس الاحساس وتعمق بقلبي نفس حزن البطلة..
أحييكِ على الفكرة اولا..وعلى الاسلوب والصياغة ثانيا..وعلى احساسكِ الرائع ثالثا..
الى مزيد من الابداع يا جيجي.. :) flower1

Re: سيدة لها شارب

مرسل: 07 يناير 2010, 6:57 pm
بواسطة محمد محمود
قصة جميلة متكاملة يا جيهان
بداية من العنوان الجذاب المشوق للقراءة
مرورا ً بالأسلوب الرائع السلس الذي يناقش موضوعا ً حيويا ً في مجتمعنا
انتشر هذا الموضوع في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ
وكأن هذا النوع من الوحدة هي الوحدة التي نضع أنفسنا فيها بأيدينا
فبعض الفتيات بل والشباب أيضا ً نسوا أن بناء الأسرة من أهم قواعد الاستقرار النفسي التي تعينهم على التفوق في نواحي الحياة المختلفة وخصوصا ً الحياة العملية .
فبناء أسرة مترابطة من أسمى ما وكله الله إلى البشر
فلماذا نتركه ونلتفت عنه
كتبت فأبدعت يا زميلتي وأختي الكريمة
تمنياتي لك بالتوفيق الدائم

Re: سيدة لها شارب

مرسل: 07 يناير 2010, 8:51 pm
بواسطة سندريلا
ماتت الكلمات حزنا كتب:جيجي الرقيقة.. :)
قصة جميلة مكتملة الاركان تحمل أجمل المعاني وتناقش قضية هامة في مجتمعنا حاليا..
الاقبال على الحياة العلمية على حساب الحياة الشخصية او العكس...
قصتك ناقشت القضية بشكل حزين مؤلم..ربما عاش هذه القصة العديد من الفتيات في الواقع..
وأرى في قصتك نصيحة وعظة تقدميها لكل فتاة تفكر بنفس الطريقة العملية البحتة...وتنسى ما خلقت لأجله
منذ البداية.. فالمرأة وظيفتها الاساسية أن تكون راعية لبيتها وأسرتها.ولا مانع من الاهتمامات العلمية
ان لم تكن على حساب وظيفتها الاولى..
هذا عن الفكرة الرائعة التي أعتبرها السمة الاولى في قصتك..
وبالطبع لا حاجة لي لأن أعدد التعبيرات الرائعة في قصتك والاوصاف الدقيقة التي اتسمت بها كلماتك..
خاصة العنوان الرائع الذي أجده يلخص القصة كلها ..كما يعطي انطباعا عن رؤية المجتمع للمرأة التي
تنتهج نفس نهج بطلتك المسكينة..
كتبتِ القصة باحساس عال..فوصلت لي بنفس الاحساس وتعمق بقلبي نفس حزن البطلة..
أحييكِ على الفكرة اولا..وعلى الاسلوب والصياغة ثانيا..وعلى احساسكِ الرائع ثالثا..
الى مزيد من الابداع يا جيجي.. :) flower1

أشكرك جدا زملتي و صديقيتي الرقيقة ... تحليل رائع منك للقصة يزيدها جمالا بالتأكيد ..
و سعيدة لأنها أعجبتك بما أنك تعلمين مدى خوفي من خوض تجربة كتابة القصص القصيرة ...
أشكرك مرة آخرى و أتمنى أن تنيرني بردودك دائما ... :) flower1

Re: سيدة لها شارب

مرسل: 07 يناير 2010, 8:56 pm
بواسطة سندريلا
محمد محمود كتب:قصة جميلة متكاملة يا جيهان
بداية من العنوان الجذاب المشوق للقراءة
مرورا ً بالأسلوب الرائع السلس الذي يناقش موضوعا ً حيويا ً في مجتمعنا
انتشر هذا الموضوع في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ
وكأن هذا النوع من الوحدة هي الوحدة التي نضع أنفسنا فيها بأيدينا
فبعض الفتيات بل والشباب أيضا ً نسوا أن بناء الأسرة من أهم قواعد الاستقرار النفسي التي تعينهم على التفوق في نواحي الحياة المختلفة وخصوصا ً الحياة العملية .
فبناء أسرة مترابطة من أسمى ما وكله الله إلى البشر
فلماذا نتركه ونلتفت عنه
كتبت فأبدعت يا زميلتي وأختي الكريمة
تمنياتي لك بالتوفيق الدائم

زميلي و أخي الفاضل
أشكرك كثيرا على ردك التفصيلي الذي حلل القصة بشكل جميل ...
و سعيدة لأنها أعجبتك ... أتمنى أن أظل عند حسن ظنكم دائما ... :)

Re: سيدة لها شارب

مرسل: 08 يناير 2010, 9:50 pm
بواسطة dr asmaa
السلام عليكم أختى العزيزة

قصتك على الرغم من صغر حجمها وقلة كلماتها إلا انها عبرت عن حياة قصص مختلفة للفتيات فى عصرنا الحالى

فمثلا الفتاه التى تهتهم بدراستها على حساب حياتها الشخصية

والفتاه المعجبة بنفسها وجمالها فترفض الكثيرون لمجرد التباهى والفخر

والفتاه التى تعتبر نفسها طفله وانها لا تريد سوى والديها لتعيش معهم

قصتك تحمل الكثير من المعانى

تحياتى لك

Re: سيدة لها شارب

مرسل: 08 يناير 2010, 11:26 pm
بواسطة سندريلا
dr asmaa كتب:السلام عليكم أختى العزيزة

قصتك على الرغم من صغر حجمها وقلة كلماتها إلا انها عبرت عن حياة قصص مختلفة للفتيات فى عصرنا الحالى

فمثلا الفتاه التى تهتهم بدراستها على حساب حياتها الشخصية

والفتاه المعجبة بنفسها وجمالها فترفض الكثيرون لمجرد التباهى والفخر

والفتاه التى تعتبر نفسها طفله وانها لا تريد سوى والديها لتعيش معهم

قصتك تحمل الكثير من المعانى

تحياتى لك

أشكرك كثيرا زميلتي الفاضلة على تعليقك ... و تحليلك
و أتمنى أن أكون قد استطعت التعبير عن الفكرة بوضوح ...
و أتمنى أن أظل عند حسن ظنكم دائما ... تحياتي لك ِ

سيدة لها شارب

مرسل: 08 يناير 2010, 11:49 pm
بواسطة mony
ازيك يا جى جى

ب11

قصتك جميلة ومليئة بالمعانى وافضل شئ فى رأيى
هو قصر حجمها ومع ذلك تعبيرها عن كل ما يجيش فى صدر البطله
ايضا قصة حياتها كلها فى كلمتيييين وبس..
وانا اعتقد ان هذا ما يفضلة القارئ هذة الايام لكثرة المشاغل وقصر الوقت
وكمان الاسم جذاب جدا..
وربنا يبعد الشوارب عن كل البنات والستات يارب ino1

احييك :D

Re: سيدة لها شارب

مرسل: 09 يناير 2010, 12:07 am
بواسطة سندريلا
mony كتب:ازيك يا جى جى

ب11

قصتك جميلة ومليئة بالمعانى وافضل شئ فى رأيى
هو قصر حجمها ومع ذلك تعبيرها عن كل ما يجيش فى صدر البطله
ايضا قصة حياتها كلها فى كلمتيييين وبس..
وانا اعتقد ان هذا ما يفضلة القارئ هذة الايام لكثرة المشاغل وقصر الوقت
وكمان الاسم جذاب جدا..
وربنا يبعد الشوارب عن كل البنات والستات يارب ino1

احييك :D


أشكرك جدا يا منى ...
كلامك أسعدني جدا .... و أتمنى أن أظل عند حسن ظنك دائما ...
أيضا أتمنى أن أرى لكِ العديد من كتاباتك هنا في الأكاديمية دائما ...
و أتمنى أن يستجيب الله لدعائك ... :lol:
تحياتي لكِ ... :) flower1

Re: سيدة لها شارب

مرسل: 11 يناير 2010, 12:25 am
بواسطة oshen
جي جى اول مره اشوف حلمى صريح انا واحده من الناس اللى بتحلم انها توصل لحاجات كتير بس القصه بتاعتك
بصراحه جت فى الوقت المناسب عشان تخلى اى واحده تنسى هدفها الاساسى فى الكون تفتكره من تانى
طبعا انا مش هتكلم على الاسلوب لانه متكلم عن نفسه بجد جميله جدا الاسلوب انا تقريبا مكنتش بقرا فصه انا بتفرج على لوحه بجد
تسلم ايدك ويارب يدوم ابداع ويدوم رويتك لامور محدش بينقشها