قومٌ لا يعرفون الدفء!!
مرسل: 19 فبراير 2009, 1:32 pm
قومٌ لا يعرفون الدفء!!
عندما رأيتهم أحسست بتلك الرياح العاصفة تهب نحوي ، حاملة معها برودة قاسية أو يمكن القول بأنها قسوة باردة ، فسرت تلك الرعشة في بدني ، وتجمدت أطرافي بل لقد تجمدت مشاعري واحساسي .....فهل رأيتهم..أو حادثتهم... أو عشت معهم؟!!!
أنهم قومٌ يعرفون ،ولكن أي المعرفة،...ويبصرون وكأن علي أعينهم غشاوة ، ويشعرون ولكن...ليس كل المشاعر ، إنهم قوماً ....لا يعرفون الدفء!!!
أغمضت عيني ،ونسجت بأحلامي مرأة لزماني نظرت من خلالها ...وبدلاً من أن أري نفسي ، رأيته...ذلك القابع بين الثلوج ...ذلك الرابض رافضاً التحدث ...ذلك الباسط ذراعيه بحثاً عن المجهول ....إنه ..رجل الثلج ، نعم ذلك الرجل الثلجي ...، امتدت يداي عبر المراة ، عبرتها الي حيث يقبع بين الثلوج البيضاء ، واقتربت ، أحسست باحساس غريب، وكأنني أري نفسي بوضوح ...وكأن ضباباً قد أزيح عن عينيي ....رأيته صامتاً ، واقفاً بين الأطفال الذين يقفزون من حوله ويلقونه بكرات الثلج ....تتعالي ضحكاتهم ...تتطاير تحملها الرياح الي أرض بعيدة ترويها بتلك الضحكات فتخضر وتزهر ، ويبقي هو ثلجي وكل ما يحيط به ثلجي ...
اقتربت منه ، نظرت داخل عينيه ، وخُيل لي أنه ينظر داخل عينيي ، وانتبهت علي تلك اللامعة داخل عينيه ...إنها دمعة ، نعم دمعة ساخنة حارقة يحرص علي عدم فرارها ، فتجمدت الدموع بعيني ....ينظر كل منا داخل عين الأخر ...انظر اليه نظرة مشفقة وينظر الي ّ نظرة حزينة ،....أخشي أن تفر دمعاته الساخنة فتذيب جسده الثلجي ، ويخشي أن تتجمد تلك الدمعات من جديد تحت تأثير تلك البرودة .
أخشي عليه من دمعاته الساخنة علي جسده البارد ويخشي عليّ من دمعاتي الباردة علي جسدي الساخن ......كلٌُ منا صورة معكوسة للأخر ..لم يصنع نفسه ثلجي ،ولم أصنع دموعي باردة ....أفقت من تخيلاتي وشعرت أنني مازلت أراه بين الثلوج ، وانظر لنفسي بين هولاء القوم وأشعر بتلك البروده مازالت تحيط بي ....واتساءل...هل هو ذنبي ..،أم ذنب رجل الثلج،...أم ذنب قومٍ ........لا يعرفون الدفء!!!!!
عندما رأيتهم أحسست بتلك الرياح العاصفة تهب نحوي ، حاملة معها برودة قاسية أو يمكن القول بأنها قسوة باردة ، فسرت تلك الرعشة في بدني ، وتجمدت أطرافي بل لقد تجمدت مشاعري واحساسي .....فهل رأيتهم..أو حادثتهم... أو عشت معهم؟!!!
أنهم قومٌ يعرفون ،ولكن أي المعرفة،...ويبصرون وكأن علي أعينهم غشاوة ، ويشعرون ولكن...ليس كل المشاعر ، إنهم قوماً ....لا يعرفون الدفء!!!
أغمضت عيني ،ونسجت بأحلامي مرأة لزماني نظرت من خلالها ...وبدلاً من أن أري نفسي ، رأيته...ذلك القابع بين الثلوج ...ذلك الرابض رافضاً التحدث ...ذلك الباسط ذراعيه بحثاً عن المجهول ....إنه ..رجل الثلج ، نعم ذلك الرجل الثلجي ...، امتدت يداي عبر المراة ، عبرتها الي حيث يقبع بين الثلوج البيضاء ، واقتربت ، أحسست باحساس غريب، وكأنني أري نفسي بوضوح ...وكأن ضباباً قد أزيح عن عينيي ....رأيته صامتاً ، واقفاً بين الأطفال الذين يقفزون من حوله ويلقونه بكرات الثلج ....تتعالي ضحكاتهم ...تتطاير تحملها الرياح الي أرض بعيدة ترويها بتلك الضحكات فتخضر وتزهر ، ويبقي هو ثلجي وكل ما يحيط به ثلجي ...
اقتربت منه ، نظرت داخل عينيه ، وخُيل لي أنه ينظر داخل عينيي ، وانتبهت علي تلك اللامعة داخل عينيه ...إنها دمعة ، نعم دمعة ساخنة حارقة يحرص علي عدم فرارها ، فتجمدت الدموع بعيني ....ينظر كل منا داخل عين الأخر ...انظر اليه نظرة مشفقة وينظر الي ّ نظرة حزينة ،....أخشي أن تفر دمعاته الساخنة فتذيب جسده الثلجي ، ويخشي أن تتجمد تلك الدمعات من جديد تحت تأثير تلك البرودة .
أخشي عليه من دمعاته الساخنة علي جسده البارد ويخشي عليّ من دمعاتي الباردة علي جسدي الساخن ......كلٌُ منا صورة معكوسة للأخر ..لم يصنع نفسه ثلجي ،ولم أصنع دموعي باردة ....أفقت من تخيلاتي وشعرت أنني مازلت أراه بين الثلوج ، وانظر لنفسي بين هولاء القوم وأشعر بتلك البروده مازالت تحيط بي ....واتساءل...هل هو ذنبي ..،أم ذنب رجل الثلج،...أم ذنب قومٍ ........لا يعرفون الدفء!!!!!